lundi 31 juillet 2017

أفِقْ قد أفاق الراقدون


أفِقْ قد أفاق الراقدون يا أخي الحبيب: إلى متى أنتَ في غفلة النوم، وقد رحلَ القوم؟! ها هُمْ في منازلِ "الحرَم" وأنت في مجاهلِ "العدَم"، فإنْ لم تُجِدَّ السيرَ فاتكَ الوقوفُ بـ"عرفة"، ومَن يضمن لك البقاء، إلى عام القضاء؟ أيها الـمُتسحِّرُ أسرعْ فقد كاد الفجرُ أن يطلع. يا نائماً عن الصلاة كادت الشمسُ أن تُشرق. إذا ضيَّعتَ "المواقيت" فاتتكَ "اليواقيت". أتريدُ نصيباً من "الميراث" وأنت لم تحضر "الوصية"! أتريدُ "نثار" العروسِ وأنت لستَ من الحاضرين! اقتسمَ الناسُ ميراثَ النبوةِ في المسجد، وأنت في الأسواق. وسار الناسُ في ضوءِ "البدر" وأنت تنتظرُ "المحاق". إنْ كنتَ عاشقاً فما هكذا الأشواق. وإن كنتَ تريدُ "الوصالَ" فتعال. هذه خيمةُ "الأحباب" منصوبة، والأكواب مسكوبة فإن رُمْتَ الدخولَ فلازم الباب، وتملمَلْ على الأعتاب. فلعلَّ البوابَ يرفعُ اسمك، فيأتيك الطلبُ من الأحباب... ♦ ♦ ♦ رأيتُ أمس شخصاً ملأ الأنينُ قلبه، وأخذت الحسرةُ لُبَّه، قلتُ: مالكَ يا هذا ذَوَّبك الأنين، وأهلكتك الحسرات؟ قال: أنا مَن أمكنته الفرصةُ ففوَّتها، وأسعفته الأقدارُ فتخاذلَ عنها، ثم مَرَّ وهو يُنادي: يا هلاكَ المسوِّفين، ويا ضياعَ المتخاذلين.. فمضيتُ -وقد تمالكني الخوفُ، وأدركني الحذرُ - وناديتُ: مولاي عرِّفني قيمةَ الفرص، ولا تجعلني مِنْ أهلِ الغصص. خُذْ بيدي إلى أهلِ الوقت، ولا تحشرني في أهلِ المقت. أنا في امتحانٍ فأرشدني إلى الصواب، ودُلَّني على الجواب. فيا أخي يا نور عيني: أي عيدٍ لمن أدركه العيدُ وهو لم يصم رمضان! ما حال مَنْ أدركته "الغرغرة"، ولم يَصْحُ بعدُ من السَّكرة والثرثرة. إذا هلكَ الإنسانُ - مع عظيمِ فضلِ الكريمِ- فكم هو كبيرٌ جرمُهُ إذن؟ ضَيَّعَ الأوقات، وسوَّفَ في الخيرات. ولم يسجدْ لله ولم يركعْ، ولم يفعلْ معروفاً ولم ينفعْ. فبأي وجهٍ يطلبُ الحسنات، ويرجو الجنّات؟ إذا كان يوم القيامة استحى أهلُ الأعمالِ الجليلةِ مِنْ تقصيرهم، فماذا يقولُ العاطلون الـمُقصِّرون؟ حضرتَ إلى سوقِ التجار، وليس في جيبك درهمٌ ولا دينار! فيا متاجراً في الأحلام، ما أكثرَ رصيدَك في "مَصْرَفِ" الأوهام!! ♦ ♦ ♦ أخي الحبيب: بادرْ وحاذرْ، إنْ كنتَ تخشى المخاطر. وأسْحِرْ وباكرْ، إنْ كنتَ تحبُّ المآثر. يُقالُ يومَ القيامة للقارئ: "اقرأ وارتقِ ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدنيا، فإنَّ منزلَك عند آخر آيةٍ تقرؤُها".. إذا كانت المنازلُ تُنالُ بالأعمال، فما أشدَّ ندمَ المتقاعسين، والجُهال! ما أشدَّ خسارةَ المعرضين... وما أجلَّ فرحةَ العاملين! فَشُدَّ المِئْزر، وأحي الليل. فإذا دخلتِ العشرةُ الأخيرة فما أقربَ حلولَ العيد! وهناك إذا قبضْتَ "الجائزة" نسيتَ مرارةَ التعب، وعشتَ في نشوة الفرح... ولن تستصعبَ "زليخا" طريقاً يؤدِّي إلى وصال "يوسف". قبلك قطعَ النسوةُ أيديَهُنَّ، وأنت قطعتَ عملك. ونزعَ المحرمون ثيابَهم، وأنت نزعتَ قلبك. أتُراك أمِنْتَ من الأكدار، أم اصطلحتَ مع الأقدار! إياك أنْ تغترَّ بزيك، وتعتزَّ بقولك. ما ينفعُ زيُ الأتقياءِ، إذا كان القلب من الفجّار؟! ♦ ♦ ♦ أيْ أخي: ناديتُك لو تسمع. ووعظتُك لو كان ينفع. ها هو الطُّوفان قد جاء، وسفينة "نوح" توشك أن تُبحر. أي جبلٍ سيؤويك؟ وأي عاصمٍ سيحميك؟ إن لم تكنْ من أهل السفينة فقد ضاعَ عمرُك. وغداً يُوحشك الليل، ويجرفك السَّيل. وما أقسى الموت تحت أرجل الخيل!! فبالله عليك... هاتِ يدَك... فقد دقَّتْ ساعةُ الانطلاق... وإذا أبحرتِ السفينةُ سيحولُ بيننا الموجُ... وهيهاتَ هيهاتَ التلاق... رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/118433/#ixzz4oQ6HjCN6

mardi 9 mai 2017

ولأول مرة أتمنى .. لو أني في كل يوم أراك

Example
Sample photo

ولأول مرة أتمنى .. لو أني في كل يوم أراك !! ::

ولأول مرة أتمنى .. لو أني في كل يوم أراك ها أنت ذا خلف القضبان أراك في نفس المكان ، وقف الآلاف سواك ينتظرون قطع الأيدي .. بيُمناك والمليارات تُنهب .. بيُسراك ! ها أنت ذا على السرير الأبيض أراك مثير للشفقة ؟ .. لا ! بل مثيرٌ للازدراء ! كم آلاف في عهدك مرضوا دون فراش ؟! ناموا دون مأوى ؟! عاشوا دون كفنٍ، وماتوا دون غطاء ؟! ها أنت ذا في قفص الاتهام أراك وكم حكمت على آلاف سواك باسم ” الطوارئ ” ، لمجرد الاشتباه هذا يلف حول عنقه لحية ، وهذا حمل يوما سواكاً ، وذاك أقام صلاة ! ها أنت ذا مجرد من كل سلاح أراك كما كان المتظاهرون في الميدان غير أنه لن يأتي بلطجي ما ، على ظهر دابة ما , مدفوع من جهة ما ! .. ليريح العالم من مرآك ! ها أنت ذا محاط بالعسكر أراك لا يؤذونك ، لا يضربونك ، لا يعذبونك ، لم يوصلوك جثة دون حراك حمدا لله ، الامور تحسنت بعد فُرقاك ! ها أنت ذا خلف الأسوار أراك كأهل غزة تماما ! حين أتقنت حصارها من كل الجهات فأسوار فوق الأرض، وأسوار تخنق الأنفاق! واليوم تُحاصر من كل الجهات احمد ” الأسياد ” ، ففي ديانة العملاء ، لم يفرضوا عليك منع الهواء وإلا لمت اليوم بالاختناق ! ها هم أولاء اليوم تذكروا الله، ما بالهم لم يُذكِروك به من قبل ؟ اليوم عرفوا الرحمن ، لم يعرفوا بعد العادل الجبار تذكروا أن الله يحب الرحمة، لم يتذكروا أن الله لا يحب الظالمين تذكروا أن الله يعفو، لم يعلموا أن الله يمهل ولا يهمل عجبي لمن يتباكون على ذلة فردٍ أذل أمة كاملة ! – لم يبكوا لها يوما - ها أنت ذا في موضع الضعف أراك كما القانون في عهدك ، لم يكن ينطبق إلا على الضعفاء ! عزيز قوم ذل، بعد أن أذل، فهذا ليس موضع رحمة، هذا موضع قصاص ! ولأول مرة أتمنى لو أني في كل يوم أراك ! وأن أرى نهاية كل الظالمين ، إلى نفس مصيرك ومنتهاك ! للكاتب: رجل اللحظات الاخيرة منقول من منتديات الساخر ..

نفثة


نفثة
نفثة 1.البعض يخطئ فهم ما ترجوه من نشر القصائد عذره أن ساء ظن 2.والبعض يحسن ظنه ويزيد من بثِّ النفائس في الورى هذا فطن 3.وأحبهم لا فرق بين المحسنيـ ـن ومن أسا ؛ فالفهم من رب المنن 4.وردود أفعالٍ لبعضٍ مثل حَدْ دِ السيف يقطع كل عرق في البدن 5.تدمي الفؤاد فيستثار ويستغيـ ـث بأبحري فتفيض شعراً قد وُزن 6.هيجت قلبي يا فلان فقلت فيـ ـكَ الشعر يبقى خالداً مرَّ الزمن 7.لو مس كفك جلد صدري لاستعثـ ـتَ من التألم في فؤادي قد دفن 8.يا رب حسن بالقران سلوكيا واشف الجراح إذا بدا وإذا بطن == ابن الأزهر ومحبه الشيخ أبو أسماء الأزهريّ كارم السيد حامد السرويّ إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية فابقوا معنا – أحمد منصور (ونواصل بعد الفاصل .. فابقُوا معنا) هذا خطأ من بعض مقدمي البرامج (ابقُوا) بضم القاف والصواب كما يقولها أحمد منصور : فابقَوا معنا. (بفتح القاف) ------------ وكذلك : "ثلاثون شخصًا لَقَوْا (بفتح القاف) حتفهم. والصواب لَقُوا (بضم القاف). وفي القرآن الكريم : "وإذا لَقُوا (بضم القاف) الذين آمنوا قالوا آمنا. وإذا خَلَوْا (بفتح اللام) إلى شياطينهم قالوا إنا معكم". ----------- كما يقال : نَسَوْا والصواب نَسُوا وفي القرآن الكريم : "نَسُوا الله (بضم السين) فأنْساهم أَنفُسَهم". ----------- وفي عَمِيَ نقول عَمُوا (بالضم) ولا نقول عَمَوْا (بالفتح). وفي القرآن : "وحَسِبوا ألاَّ تكون فتنةٌ فَعَمُوا (بضم الميم) وصَمُّوا".

فلاشات املاء مهمة ومفيدة جدا للابتدائى والاعدادى ونادرةعلى النت


Example
فلاشات املاء مهمة ومفيدة جدا للابتدائى والاعدادى ونادرةعلى النت الفلاشات تٌدرس فى مناهج اللغة العربية بالمنهج الابتدائى السعودى والشرح من اساتذة كبار بالصورة والصوت وعن تجربة فهى مفيدة فعلا وتُثقل مهارات الابناء فى الاملاء وكتابة التعبير ايضا وستجدوا إن شاء الله نتائج ممتازة وسريعة ونحن فى حاجة اليها لأنها للاسف لا تُدرس فى مناهج مصر الا باجتهاد ومبادرات فردية من معلمينا المصريين جزاهم الله خيرا فلاشات املاء مهمة ومفيدة للابتدائى سأكتب لكم عناوين الفلاشات اولا -رسم الكلمة التى اولها لام إذا دخلت عليها ال الشمسية -كتابة الكلمة عند دخول الام على ما فيه لام قمرية أو شمسية -الهمزة المتوسطة على ياء -الهمزة المتوسطة على واو -مراجعة الهمزة المتطرفة -كتابة الهمزة المبدوءة ب ال إذا سبقتها الباء أو الفاء أو ال -الاخطاء الشائعة فى الهمزة -معالجة الاخطاء الاملائية الشائعة -كتابة الهمزة المتطرفة -مراجعة لما سبقت دراسته (دروس أخرى غير ما سبق) التحميل من هنا بالتوفيق يارب http://www.4shared.com/file/iMJ7yMqD/___online.html

هل تصح (باي باي)؟


Eهل تصح (باي باي)؟

هل تصح (باي باي)؟ سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في "اللقاء الشهري" (لقاء رقم 3/سؤال رقم 12): " السؤال: نجد أن بعض الناس ربما يتخاطب مع غيره من الشباب وغيرهم باللغة الإنجليزية أو ببعض مفرداتها، هل يفرق هذا بين من كان في مجال عمل، كما أننا نحن مثلا في المستشفى نتخاطب مع زملائنا باللغة الإنجليزية غالبًا، ولو كان الأمر لا يحتاج للكلام ،ولكننا تعودنا ذلك بمقتضى مخالطتنا لهم ، فهل في هذا بأس ، وإذا تكلم الإنسان بكلمة من غير العربية فهل يأثم بذلك؟ الجواب: الكلام باللغة غير العربية أحيانًا لا بأس به ، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال لطفلة صغيرة جارية قدمت من الحبشة فرآها وعليها ثوب جميل، فقال : ( هذا سنا ، هذا سنا ) أي : هذا حسن، كلمها باللغة الحبشية؛ لأنها جاءت قريبة من الحبشة، فخطاب من لا يعرف العربية أحيانًا باللغة التي يفهمها هو لابأس به، وليس فيه إشكال، لكن كوننا يأتينا هؤلاء القوم لا يعلمون اللغة العربية، ثم نتعجم نحن قبل أن يتعربوا هم، مثل أن تجد بعض الناس إذا خاطب إنسانًا غير عربي بدل ما يقول: لا أعرف، يقول: " ما في معلوم ". لماذا يقول: " ما في معلوم "؟ لأجل أن يعرف ما يقول له، والصحيح أن يقول له: لا أعرف، حتى يعرف هو اللغة الصحيحة، لكن مع الأسف الآن نخشى على أنفسنا أن نكون أعاجم" انتهى. ويقول الشيخ ابن عثيمين أيضا - رحمه الله - "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 142/سؤال رقم 3): " الذي ينطق بالعربية لا ينطق بغير العربية، ولهذا كان عمر بن الخطاب يضرب الناس إذا تكلموا برطانة الأعاجم، والعلماء كرهوا أن يكون التخاطب بلغة غير العربية لمن يعرف اللغة العربية، ولذلك - مع الأسف الشديد - الآن عندنا هنا في السعودية التي هي أم العربية نجد بعضهم يتكلم باللغة غير العربية مع أخيه العربي، بل بعضهم يعلم صبيانه اللغة غير العربية، بل بعضهم يعلمهم التحية الإسلامية باللغة غير العربية، سمعنا من يقول لصبيه إذا أراد مغادرته أو أتى إليه، يقول : " باي باي " ..؟!! ثم نرى الآن مع الأسف الشديد أنه يوجد لافتات على بعض المتاجر باللغة غير العربية، يعني : في بلادنا العربية يأتي العربي من البلد يقف على هذا الدكان لا يدري ما معناه، وما الذي فيه؟ ولا يدري ما هذا المتجر؟ ويأتي إنسان أوروبي لا يعرف البلد، ويقف ويعرف ما في الدكان، لماذا؟ لأن المكتوب باللافتة بلغته، أما نحن فلا، وهذا لا شك أنه من نقص التصور في شأننا في الواقع، من عندك ممن يفهم من اللغة الإنجليزية، أي : ولا (1%) من السكان، ثم تجعل اللافتة على دكانك بهذه اللغة! هذا أقل ما يكون حياءً من أهل البلد، لكن الحقيقة أن القلوب ميتة، وإلا كان يُهْجَر هذا الذي جعل دكانه باللغة غير العربية!! كان الذي ينبغي لنا نحن ونحن عرب، والله أنت ما فتحت دكانك لنا، إنما فتحته لأهل هذه اللغة ونقاطعه، ولو أننا قاطعناه لكان غدًا يكتبها بالحرف الكبير باللغة العربية ..." انتهى. ويقول أيضا - رحمه الله - "لقاء الباب المفتوح" ( لقاء رقم/186/ سؤال رقم/15 ) : " إذا خاطبك الإنسان بلغته أجب عليه بلغته، لكن الأفضل أن تبقى الألفاظ الشرعية على ما كانت عليه، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لا يغلبنكم الأعراب على صلاتكم العشاء فإنهم يدعونها العتمة ) ؛ لأن الأعراب يعتمون بالإبل، وهي في كتاب الله العشاء، فنهى الرسول - عليه الصلاة والسلام - أن يغلبنا الأعراب على لغتنا مع أنهم عرب، لكن مع الأسف الآن أن المسلمين غلبتهم البربر والعجم على لغتهم، فصاروا الآن يتعاملون باللغة الإنجليزية عندنا، حتى بلغني أن بعض الناس من جهلهم في مجالسهم العادية يتكلمون باللغة الإنجليزية وهم عرب، وهذا يدل على الضعف الشخصي إلى أبعد الحدود، وعلى عدم الفقه في دين الله، وكان عمر - رضي الله عنه - من حرصه على اللغة العربية التي هي لغة القرآن والحديث يضرب من يتكلم بالفارسية أو بالأعجمية " انتهى. وانظر "الآداب الشرعية" لابن مفلح (3/432-433). رد مع اقتباس

إعراب "إلا الله لفسدتا"


Example

إعراب "إلا الله لفسدتا" الأنبياء-22 1- "إعراب القرآن" لابن سيده وإنما أجاز النحويون: قام القوم إلا زيد بالرفع، على الصفة. وقد عقد سيبويه في ذلك باباً في كتابه فقال: هذا باب ما يكون فيه إلا وما بعده وصفاً بمنزلة غير ومثل. وذكر من أمثلة هذا الباب: لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا، {ولو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}(الأنبياء: 22). 2- "الدر المصون في علم الكتاب المكنون" للسمين الحلبي قوله: {إِلاَّ اللَّهُ}: "إلاَّ" هنا صفةٌ للنكرة قبلها بمعنى "غَيْر"، والإِعرابُ فيها متعذَّر، فَجُعِل على ما بعدها. وللوصفِ بها شروطٌ منها: تنكيرُ الموصوفِ، أو قُرْبُه من النكرة بأَنْ يكونَ معرفاً بأل الجنسية. ومنها أَنْ يكونَ جمعاً صريحاً كالآية، أو ما في قوةِ الجمعِ كقوله: 3334ـ لو كان غيري سُلَيْمى اليومَ غيَّره * وَقْعُ الحوادِثِ إلاَّ الصارمُ الذَّكَرُ فـ: إلاَّ الصارِمُ" صفةُ لغيري لأنه في معنى الجمع. ومنها أَنْ لا يُحْذَفَ موصوفُها عكسَ "غير". وقد أَتْقَنَّا هذا كلَّه في "إِيضاحِ السبيل إلى شرح التسهيل" فعليك به. وأنشد سيبويهِ على ذلك قولَ الشاعر: 3335ـ وكلُّ أخٍ مُفارِقُه أخُوه * لَعَمْرُ أبيكَ إلاَّ الفرقدانِ أي: وكلُّ أخٍ غيرُ الفرقدين مفارِقُه أخوه. وقد وقع الوصفُ بـ إلاَّ كما وقع الاستثناء بـ"غير"، والأصلُ في "إلاَّ" الاستثناءُ وفي "غير" الصفةُ. ومن مُلَحِ كلامِ أبي القاسم الزمخشري: "واعلم أنَّ "إلاَّ" وغير يَتَقَارضان". ولا يجوزُ أَنْ ترتفعَ الجلالةُ على البدل مِنْ "آلهة" لفسادِ المعنى. قال الزمخشري:"فإن قلت: ما مَنَعك من الرفع على البدل؟ قلت: لأنَّ "لو" بمنزلةِ "إنْ" في أنَّ الكلامَ معها موجَبٌ، والبدلُ لا يسُوغ إلاَّ في الكلام غيرِ الموجبِ كقوله تعالى: {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ} وذلك لأنَّ أعمَّ العامِّ يَصِحُّ نفيُه ولا يَصِحُّ إيجابُه". فجعل المانعَ صناعياً مستنداً إلى ما ذُكِر مِنْ عدم صحةِ إيجاب أعمِّ العام. وأحسنُ مِنْ هذا ما ذكره أبو البقاء مِنْ جهة المعنى فقال: "ولا يجوزُ أَنْ يكونَ بدلاً؛ لأنَّ المعنى يصيرُ إلى قولك: لو كان فيهما اللهُ لَفَسَدَتا؛ ألا ترى أنَّك لو قلت: "ما جاءني قومُك إلاَّ زيدٌ" على البدلِ- لكان المعنى: جاءني زيدٌ وحدَه. ثم ذكر الوجه الذي رَدَّ به الزمخشريُّ فقال: "وقيل: يمتنعُ البدلُ لأنَّ قبلها إيجاباً". ومنع أبو البقاء النصبَ على الاستثناء لوجهين: أحدُهما: أنه فاسدٌ في المعنى، وذلك أنك إذا قلتَ: "لو جاءني القومُ إلاَّ زيداً لقتلتُهم"- كان معناه: أنَّ القَتْلَ امتنع لكونِ زيدٍ مع القوم. فلو نُصِبَتْ في الآية لكان المعنى: إنَّ فسادَ السمواتِ والأرض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة. وفي ذلك إثباتُ إلهٍ مع الله. وإذا رُفِعَتْ على الوصفِ لا يلزمُ مثلُ ذلك؛ لأنَّ المعنى: لوكان فيهما غيرُ اللهِ لفسدتا. والوجُه الثاني: أنَّ آلهة هنا نكرةٌ، والجمعُ إذا كان نكرةً لم يُسْتثنَ منه عند جماعةٍ من المحققين؛ إذ لا عمومَ له بحيث يدخلُ فيه المستثنى لولا الاستثناءُ". وهذا الوجهُ الذي منعاه ـ أعني الزمخشري وأبا البقاء ـ قد أجازه أبو العباس المبرد وغيره؛ أمَّا المبردُ فإنه قال: "جاز البدلُ لأنَّ ما بعد "لو" غيرُ موجَبٍ في المعنى، والبدلُ في غير الواجبِ أحسنُ من الوصفِ. وفي هذه نظرٌ من جهة ما ذكر أبو البقاء من فسادِ المعنى. وقال ابنُ الضائعِ تابعاً للمبرد: لا يَصِحُّ المعنى عندي إلاَّ أن تكون "إلاَّ" في معنى "غير" التي يُراد بها البدلُ أي: لو كان فيهما آلهةٌ عِوَضَ واحدٍ أي بدل الواحد الذي هو الله لفسدتا. وهذا المعنى أرادَ سيبويه في المسألةِ التي جاء بها توطئةً. وقال الشَّلَوْبين في مسألةِ سيبويه "لو كان معنا رجلٌ إلاَّ زيدٌ لَغُلِبْنا": إنَّ المعنى: لو كانَ معنا رجلٌ مكانَ زيد لَغُلِبنا، فـ"إلاَّ" بمعنى "غير" التي بمعنى مكان. وهذا أيضاً جنوحٌ من أبي عليّ إلى البدلِ. وما ذكره ابنُ الضائع من المعنى المتقدمِ مُسَوَّغٌ للبدل، وهو جوابٌ عَمَّا أَفْسَد به أبو البقاء وجهَ البدل؛ إذ معناه واضحٌ، ولكنه قريبٌ من تفسير المعنى لا من تفسيرِ الإِعراب. 3- "المجتبى من مشكل إعراب القرآن الكريم" أ.د. أحمد بن محمد الخراط 22- {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} جملة الشرط مستأنفة، الجار "فِيهما" متعلق بخبر "كان"، و"آلهة" اسمها، وقوله "إلا الله": صفة لآلهة، وقوله "فَسُبْحَانَ": الفاء مستأنفة، ونائب مفعول مطلق، و"رَبِّ" بدل، وقوله "عمَّا" : مؤلف من "عن" الجارة و"ما" المصدرية، والمصدر "عن وصفهم" متعلق بالفعل المقدر نسبِّح، وجملة "يَصِفُونَ" صلة الموصول الحرفي.

samedi 29 avril 2017

إعلانات الطرق

الاصطفاف الإعلامي ضد الدعاة! حمزة آل فتحي ليته كان اصطفافاً إسلامياً خالصاً قد امتطى رماحه، تجاه الأعداء، أو حشد فيالقه لخناق المنافقين، أو التصدي للمشروع الإيراني والصهيوني! كلا، ولكنه اصطفاف غير أخلاقي، يذكرك باصطفاف الملأ الوجاهي القديم (وقال الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم) سورة ص، في اصطفاف مادي صريح. وآخر معنوي للتحطيم النفسي (قال الملأ من قومه إنَّا لنراك في ضلال مبين) سورة الأعراف. وهو تغريدٌ خارج السرب، وتفكيك للوَحدة، وحَيدة عن السياق، وافتعال لمعركة، وإشغال للأذهان، وهروب من الواقع الوطني، حينما تتعالى أصوات إعلامية ضد دعاة وخيار، استفاض خيرهم وبِرهم، فلِم هذا التوجه، وما أبعاد هذا الاصطفاف؟! ما سببه؟ ومن يقف وراءه؟! ولِمَ كل تلك الضجة؟! ولِم لا ينكفئون على وسائلهم الإعلامية، يطورونها، ويحسّنون من أدائها؟! وبعضهم بكل أسف، يتوتر الكترونياً لنقد الدعاة وخطابهم، ولم يدفع بأية خطوة للإصلاح الإعلامي، أو السياسي، أو الاجتماعي، بل جل تغريداته في العلماء والدعاة، وتباشير المساجد! سلم منهم الأعداء والمنافقون، والروافض والصفويون، وأرباب الصليب، والقصف الروسي للشام، وشلل المفسدين باقري المال العام، والحشد الشعبي الصفوي التطهيري لسنة العراق، ومسطحو الفكر، وباعة الذمم، والعصابات الحوثية، والاحتلال الصهيوني، ولم يسلم منهم فضلاء الدعاة، وأمناء البلد، والمشهود لهم بالخير والحكمة والقبول! وتحزّبوا ضد الدعاة ولم نرَ*** مِن صفِ ملتحمٍ على الأوغادِ ما قد رأينا جهدَهم وجلادَهم*** في قلب (إيران) الوضيع السادي! وتناغمَ الصهيون معْ رغْبائهم *** وتعانق القلبانِ في الإيرادِ ولا ننزه الدعاة عن الخطأ، ولكن يا قوم العبوا على كل الاتجاهات، لا باباً دون باب. وحنانَيك بعض الشر أهون من بعض! أما البقاء في مستنقع دائم، وهو الاصطفاف المتحامل والمقصود، فله دلالاته! لكأن الإخوة الإعلاميين متضايقون بشدة من وهج الدعاة وانتشارهم، وطيب ذكر الناس لهم! ((إن الله يحب فلاناً فأحبوه)) كما في الحديث القدسي. فلم ينصحوا بصدق، أو ينقدوا بموضوعية، بل لا يعدو الأمر كونه شكلاً من التحامل المرفوض، والألسن المشبوهة، كما قال أبو الطيب: وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ *** فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ ومن المؤسف اتخاذها الدعاة غرضاً لها، وتحاول الصحافة ناصبةً كادحةً، إشعال معركة مع دعاتنا بغير حكمة، لا في وقتها أو تقديرها ومقدماتها! مما يؤكد أن هؤلاء بلا قضية، ويخدمون أجندة طارئة وأخرى موجهة، لحاجة في نفس الجهلة والفارغين. أنا لولا أن لي من أمتي *** خاذلاً ما بت أشكو النوَبا! فما أسباب ذاك كله؟! 1- تهوين الرمز الدعوي: والإزراء به، بحيث يضعف أثره، وتقلّ كلمته، ولا يبقى له أدنى احترام أو توقير في قلوب الناس، إلى أن ينتهي ذلك بالإسقاط والإهانة! وزادوا على ذلك تلفيق المقاطع المخزية، والأكاذيب المتعمدة، علهم أن يظفروا بمكسب ثقافي أو اجتماعي، رغبةً في التهوين والإسقاط، ولكن الله غالب على أمره، ويدافع عن الذين آمنوا، والله لا يصلح عمل المفسدين. 2- تذويب الهُوية المحلية: من محبة الإسلام، والتعلق بالتدين، وفعل السنن، والسباق للفضائل، بل القفز أحياناً على الاتجاه السلفي والوهابي، وأنه وراء كل تهمة عالمية (وجادلوا بالباطل ليُدحضوا به الحق) سورة غافر. والتفكير الانعتاق من السلفية؛ لأن من يغذيها يومياً وأسبوعياً هم دعاة الإسلام، وحماة الهوية، وحراس الأمن والسفينة، وربما شطح بعضهم بمحاولته، شق الصف الديني، باسم الطريق الحق، والسبيل الأقوم، ولكنها دعاوى مزيفة لا قيمة لها ولا اعتبار! 3- تقطيع التمدد الإصلاحي: من تأثيرٍ ميمون، ونصح رقيق، وكلمة حانية، وأمر بمعروف أو نهي عن منكر، لها وقعها وأبعادها الوجدانية على الناس، وتزمّهم بزمام الاستقامة والانضباط، فلا تفلت أو انفتاح سافر، يغرّب ويهوّن ويمزق. 4- تحقيق المقاصد التغريبيّة: والتي تتنامى في مناخ مجرد من الكلمة الدعوية، والهيمنة الشرعية، ويهدف في جوهره إلى الانطلاق في المحاكاة الغربية، تعلقاً وانبهاراً وعماية (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) سورة النساء. 5- الإشغال الثقافي العام: بحيث ينصرف الدعاة وعقلاء المجتمع إلى جدل ثقافي عام، يشغل عن قضايا جادة، أو هموم متأكدة، أو مسارات حاضرة (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) سورة فصلت. من نحو وَحدة المسلمين، ونصرة المضطهدين، ليبيتوا يناقشوا قضايا فرعية، غايتها الإشغال والإجهاد والإكلال! 6- زعزعة الثقة الاجتماعية: فحتى من لا يسمع للمشايخ والدعاة، من العامة، تلقاه يُجلّهم ويحبهم، لذكرهم الطيب، ودفاعهم عن الإسلام، وسموّهم الأخلاقي، بسبب مكانة الدعاة في أفئدة الناس (يرفعِ اللهُ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) سورة آل عمران. 7- فشل مشاريعهم المستوردة: من تغريب الوطن، وتحليل الاختلاط، ونبذ النقاب، وتمييز المرأة، وإخراجها من مسكن الزوجية، ودعوات التمرد الأخلاقي، وأكثرها فشل وانحسر بحمد الله تعالى، والسبب: يقظة الدعاة لهم، ويقظة الخطاب الدعوي المتتبع لهم ولأفكارهم. 8- الإفلاس الإعلامي: فبرغم ما يملكونه من قنوات ومواقع ومأجورين،، لم يفلحوا ولم ينجحوا، ورد الله تعالى كيدهم في نحورهم، فأحسوا بالخيبة، وبرغم ما فعله (صاحب الثامنة) من حملات قبلهم، باءت كلها بحمد الله بالفشل، وجعل الله تربصهم وعنادهم في سفال، وبدلاً من أن يقلدهم جماهير الناس، أدركوا كذبهم وزيفهم، وأنها مسلك نفاقي تخريبي تحريضي، لم ينتج عنه إلا عزة الدعاة، وازدياد تمسك الخلائق بهم (فغُلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) سورة الأعراف. 9- مزاحمة القدوات: لأنهم ليسوا محل اقتداء، ولا يعيشون في بساتين الثناء، ولا يجمعون حظوات الدعاة وامتيازاتهم، أو ظهورهم الإعلامي المنمق والمجمل، ومع ذلك فإن المطالعين يعدون الدعاة قدوات فاضلة، ومُثُل تُحتَذى، ويُصغى لتوجيهاتهم! 10- تغيير الوجهة الثقافية: وهو ناتج التشويه، ومحاولات التهوين والتخوين والتجهيل والتسفيه، الممارسة إعلامياً تجاه دعاتنا وفضلائنا، بحيث تقل الجموع المتطلعة، ويبيت الدين ثانوياً في حياة المتلقي، وتنتقل الوجهة والاستقبال جهة البرامج الإعلامية من رياضة وفن وتطبيل وتدجين ثقافي وفكري، ينتهي للسفه والخيبة والسطحية! وتبيت القيم الدينية هشةً في قلوب أهل الإسلام، ويتم تغريبهم أو علمَنتهم أو أمرَكتهم، وهو ما يحدث في بعض البلدان المنسلخة من قيمها الدينية والعربية الوطنية، ولكن تبقى لبلاد الحرمين رمزيتها الدينية والعلمية، وهي من خطوط الدفاع الصلبة، والله الموفق. ومضة: المصطفّون إعلامياً، تهريج بلا رصيد شعبي!
إعلانات الطرق كيندة حامد التركاوي يعتبر الإعلان من الوظائف الأساسية للاتصال في المجتمعات الحديثة، والإعلان هو الوسيلة الحديثة لترويج السلعة التي عرفت أشكالاً مختلفة منذ كانت التجارة والمقايضة. ويقوم الإعلان بتقديم خدمات على مستويات عدة: فهو يخدم المستهلك، ويخدم المعلن صاحب السلعة، ويخدم الوسيلة الإعلامية التي أعلن فيها، ويقدم خدمة لتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية الوطنية والعالمية. وفي ظل المجتمعات الاستهلاكية غير المصّنعة مثل الدول العربية ودول العالم الثالث، فإن الإعلان برغم فوائده الاقتصادية في تنشيط الحركة الاقتصادية، وفي تعريف المستهلك على أنواع من السلع التي يحتاجها، إلا أن له تأثيرات سلبية تتمثل في تشجيع الروح الاستهلاكية وتكوين عادات شرائية في مجتمعات تستهلك سلعاً تستوردها ولا تنتجها، مما يُثقل ميزانيات الأفراد وميزانية الدولة، وتقوم في الإنفاق على كماليات يمكن الاستغناء عنها، ويؤدي ذلك إلى عجز في ميزانية المدفوعات في تلك الدول ذات الطبيعة المستهلكة غير المنتجة [1]. هناك وكالات وشركات إعلان متخصصة، تقوم بتأجير مساحات الشوارع لوكالات الإعلان والشركات الأخرى، على حسب المدة والمساحة وتميز المكان وإمكانية المشاهدة الجماهيرية الواسعة له من اتجاهات وزوايا الطريق المختلفة وتكون لديها فرق متخصصة لمسح الشوارع والمناطق واختيار الأماكن المميزة، بعد ذلك تأتي مرحلة السعي للحصول على امتياز هذه المنطقة، لتأجيرها للشركات. وتهدف الحملات الإعلانية إلى: 1- التعريف بالمنتجات والخدمات الجديدة. 2- الحفاظ على ولاء المستهلك للمنتج أو السلعة. 3- التعريف العميق بالمنتج وتوضيح كيفية الاستفادة القصوى منه، وزيادة المبيعات هو الهدف النهائي. وأهداف كثيرة أخرى لا مجال لذكرها هنا. يمكن أن تلعب الإعلانات الطرقية دوراً تربوياً اقتصادياً هام في حياة النشء، فالدعاية والإعلان تشتركان في مجموعة من الأساليب الإقناعية (التكنيكات) التي بمقدورها أن تنفذ إلى المتلقين بحيث تسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق التأثير المطلوب. ومن التكنيكات الإقناعية الأكثر شيوعاً المستخدمة في الدعاية والإعلان الأساليب التالية: استخدام الصور النمطية: هناك نزعة طبيعية لقولبة الناس في صورة معينة، ومع مرور الزمن تُكّون مثل هذه الصور انطباعاً ثابتاً، وغالباً ما يفتقر ذلك إلى خبرة واقعية. التكرار والتأكيد (الإصرار): هناك قناعة عند الدعائيين أن التكرار لعبارة ما بشكل كافٍ يجعل الجمهور يتقبلها مع مرور الوقت[2]. ليس هناك شك في أن الإعلان كنشاط اتصالي بات تأثيره كبيراً على حياة المجتمعات المعاصرة، فكما أنه يؤثر في ترويج السلع، إلا أنه يسهم عملياً في نشر قيم واتجاهات جديدة ويعمل على تغير العادات والأذواق لدى الناس، واليوم تتأثر بالإعلانات العادات الغذائية من حيث نوعية الغذاء وأسلوب تناوله، ويتربى أجيال جديدة وهي تتذوق الشطائر وأنواع الحلويات والمشروبات الغازية، ويتأثر بالزي بأنواع الموضات المختلفة التي يحتاجها العالم. إن الإعلان يسهم بفعلانية في توسيع دائرة الاستهلاك ويؤدي إلى خلق نمط من السلوك الاستهلاكي عند المجتمع [3]. فلماذا لا يأخذ الإعلام بشكل عام، والإعلانات الطرقية بشكل خاص البعد التربوي الايجابي من خلال تأثير الصورة المطبوعة بمقاييس كبيرة، وبصور متكررة، لعرض أساليب ترشيد الماء، والكهرباء، والحفاظ على النعمة، وعلى الأدوات المدرسية، والمرافق العامة، ووسائط النقل. وما نلاحظه في شكل وأداء الإعلام نراه ينصب على الترفيه الذي يصل في بعض المحطات وأجهزة الإذاعة إلى أكثر من 70 0/0، بينما أغلقت هذه الأجهزة بقية الوظائف، مما حدا بالتربويين أن يتهموا الإعلاميين بأنهم يدمرون ما يبنيه المربون. وإن الإعلان مهما تكن أخطاؤه، عمل مفتوح نسبياً، فرسائله تظهر في مساحات شاسعة في المجتمعات وعلينا استغلال هذا الإعلام ليكون إعلاماً هادفاً وهذه مهمة القائمين على الدعاية والإعلام [4]. ومهمة الإعلام متعددة الجوانب، فهو يعمل على تغير فكر الإنسان ثم تطوير سلوكه، وشمولية هذا القطاع تجعل له دوراً حضارياً في النهوض بالمجتمع بكل شرائحه وتوعيته وإقناعه بأن الحل الوحيد لاستمرار الحياة على هذا الكوكب بما يضمن الكرامة الإنسانية هو العمل الجدي، قصد ترشيد استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ على توازن البيئة [5]. يمكن الاستفادة من الإعلانات الطرقية، كجانب هام من جوانب العملية التربوية الاقتصادية، فالصورة الملونة أثر كبير في نفس الطفل، فالطفل بطبعه يهوى الصور، لذا يجب توظيفها لتكون عنصراً فعالاً في مجال التربية الاقتصادية، بعرض صور تبين إسراف الماء والكهرباء وخاطره على المجتمع، مع عبارات سهلة وبسيطة، أو بعرض صور ذات جانبين: كصورة طفل أمامه الكثير من الطعام ولا يعرف ما يأكل، ونصف الصورة الثاني طفل من أفريقية تُعدّ أضلاعه من الجوع، وتتشقق شفاهه من العطش، وهكذا...، فالصور ذات البعدين المتناقضين كثيرة جداً. وقد تم توضيح أهمية تكرار الصورة من الناحية الإعلامية على النفس البشرية، لذلك نرى على الطرقات العامة توالي الدعايات الإعلامية، بمسافة قصيرة، وعلى الوجهين، إي: في طريق الذهاب والإياب لطرقات السفر، والطرقات العامة، فلما لا تُستغل هذه الإعلانات بطريقة تربوية هادفة، بدل عرضها لصور نساء شبه عاريات، أو صور مأكولات غربية، بطريقة تسيل اللعب، وتثير الشهوة؟! [1] أبو أصبع، صالح خليل، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، عمان، دار آرام للدراسات والنشر، 14هـ/ 1995م، 108. [2] المرجع نفسه، 103. [3] أبو أصبع، صالح خليل، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة ، 229. [4] الملك، أحمد عبد، قضايا إعلامية، عمان، دار مجدلاوي، ط1، 1420هـ/ 1999م، 24. [5] المرجع السابق، 17.