samedi 29 avril 2017

إعلانات الطرق

الاصطفاف الإعلامي ضد الدعاة! حمزة آل فتحي ليته كان اصطفافاً إسلامياً خالصاً قد امتطى رماحه، تجاه الأعداء، أو حشد فيالقه لخناق المنافقين، أو التصدي للمشروع الإيراني والصهيوني! كلا، ولكنه اصطفاف غير أخلاقي، يذكرك باصطفاف الملأ الوجاهي القديم (وقال الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم) سورة ص، في اصطفاف مادي صريح. وآخر معنوي للتحطيم النفسي (قال الملأ من قومه إنَّا لنراك في ضلال مبين) سورة الأعراف. وهو تغريدٌ خارج السرب، وتفكيك للوَحدة، وحَيدة عن السياق، وافتعال لمعركة، وإشغال للأذهان، وهروب من الواقع الوطني، حينما تتعالى أصوات إعلامية ضد دعاة وخيار، استفاض خيرهم وبِرهم، فلِم هذا التوجه، وما أبعاد هذا الاصطفاف؟! ما سببه؟ ومن يقف وراءه؟! ولِمَ كل تلك الضجة؟! ولِم لا ينكفئون على وسائلهم الإعلامية، يطورونها، ويحسّنون من أدائها؟! وبعضهم بكل أسف، يتوتر الكترونياً لنقد الدعاة وخطابهم، ولم يدفع بأية خطوة للإصلاح الإعلامي، أو السياسي، أو الاجتماعي، بل جل تغريداته في العلماء والدعاة، وتباشير المساجد! سلم منهم الأعداء والمنافقون، والروافض والصفويون، وأرباب الصليب، والقصف الروسي للشام، وشلل المفسدين باقري المال العام، والحشد الشعبي الصفوي التطهيري لسنة العراق، ومسطحو الفكر، وباعة الذمم، والعصابات الحوثية، والاحتلال الصهيوني، ولم يسلم منهم فضلاء الدعاة، وأمناء البلد، والمشهود لهم بالخير والحكمة والقبول! وتحزّبوا ضد الدعاة ولم نرَ*** مِن صفِ ملتحمٍ على الأوغادِ ما قد رأينا جهدَهم وجلادَهم*** في قلب (إيران) الوضيع السادي! وتناغمَ الصهيون معْ رغْبائهم *** وتعانق القلبانِ في الإيرادِ ولا ننزه الدعاة عن الخطأ، ولكن يا قوم العبوا على كل الاتجاهات، لا باباً دون باب. وحنانَيك بعض الشر أهون من بعض! أما البقاء في مستنقع دائم، وهو الاصطفاف المتحامل والمقصود، فله دلالاته! لكأن الإخوة الإعلاميين متضايقون بشدة من وهج الدعاة وانتشارهم، وطيب ذكر الناس لهم! ((إن الله يحب فلاناً فأحبوه)) كما في الحديث القدسي. فلم ينصحوا بصدق، أو ينقدوا بموضوعية، بل لا يعدو الأمر كونه شكلاً من التحامل المرفوض، والألسن المشبوهة، كما قال أبو الطيب: وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ *** فهي الشهادةُ لي بأني كاملُ ومن المؤسف اتخاذها الدعاة غرضاً لها، وتحاول الصحافة ناصبةً كادحةً، إشعال معركة مع دعاتنا بغير حكمة، لا في وقتها أو تقديرها ومقدماتها! مما يؤكد أن هؤلاء بلا قضية، ويخدمون أجندة طارئة وأخرى موجهة، لحاجة في نفس الجهلة والفارغين. أنا لولا أن لي من أمتي *** خاذلاً ما بت أشكو النوَبا! فما أسباب ذاك كله؟! 1- تهوين الرمز الدعوي: والإزراء به، بحيث يضعف أثره، وتقلّ كلمته، ولا يبقى له أدنى احترام أو توقير في قلوب الناس، إلى أن ينتهي ذلك بالإسقاط والإهانة! وزادوا على ذلك تلفيق المقاطع المخزية، والأكاذيب المتعمدة، علهم أن يظفروا بمكسب ثقافي أو اجتماعي، رغبةً في التهوين والإسقاط، ولكن الله غالب على أمره، ويدافع عن الذين آمنوا، والله لا يصلح عمل المفسدين. 2- تذويب الهُوية المحلية: من محبة الإسلام، والتعلق بالتدين، وفعل السنن، والسباق للفضائل، بل القفز أحياناً على الاتجاه السلفي والوهابي، وأنه وراء كل تهمة عالمية (وجادلوا بالباطل ليُدحضوا به الحق) سورة غافر. والتفكير الانعتاق من السلفية؛ لأن من يغذيها يومياً وأسبوعياً هم دعاة الإسلام، وحماة الهوية، وحراس الأمن والسفينة، وربما شطح بعضهم بمحاولته، شق الصف الديني، باسم الطريق الحق، والسبيل الأقوم، ولكنها دعاوى مزيفة لا قيمة لها ولا اعتبار! 3- تقطيع التمدد الإصلاحي: من تأثيرٍ ميمون، ونصح رقيق، وكلمة حانية، وأمر بمعروف أو نهي عن منكر، لها وقعها وأبعادها الوجدانية على الناس، وتزمّهم بزمام الاستقامة والانضباط، فلا تفلت أو انفتاح سافر، يغرّب ويهوّن ويمزق. 4- تحقيق المقاصد التغريبيّة: والتي تتنامى في مناخ مجرد من الكلمة الدعوية، والهيمنة الشرعية، ويهدف في جوهره إلى الانطلاق في المحاكاة الغربية، تعلقاً وانبهاراً وعماية (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً) سورة النساء. 5- الإشغال الثقافي العام: بحيث ينصرف الدعاة وعقلاء المجتمع إلى جدل ثقافي عام، يشغل عن قضايا جادة، أو هموم متأكدة، أو مسارات حاضرة (لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) سورة فصلت. من نحو وَحدة المسلمين، ونصرة المضطهدين، ليبيتوا يناقشوا قضايا فرعية، غايتها الإشغال والإجهاد والإكلال! 6- زعزعة الثقة الاجتماعية: فحتى من لا يسمع للمشايخ والدعاة، من العامة، تلقاه يُجلّهم ويحبهم، لذكرهم الطيب، ودفاعهم عن الإسلام، وسموّهم الأخلاقي، بسبب مكانة الدعاة في أفئدة الناس (يرفعِ اللهُ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) سورة آل عمران. 7- فشل مشاريعهم المستوردة: من تغريب الوطن، وتحليل الاختلاط، ونبذ النقاب، وتمييز المرأة، وإخراجها من مسكن الزوجية، ودعوات التمرد الأخلاقي، وأكثرها فشل وانحسر بحمد الله تعالى، والسبب: يقظة الدعاة لهم، ويقظة الخطاب الدعوي المتتبع لهم ولأفكارهم. 8- الإفلاس الإعلامي: فبرغم ما يملكونه من قنوات ومواقع ومأجورين،، لم يفلحوا ولم ينجحوا، ورد الله تعالى كيدهم في نحورهم، فأحسوا بالخيبة، وبرغم ما فعله (صاحب الثامنة) من حملات قبلهم، باءت كلها بحمد الله بالفشل، وجعل الله تربصهم وعنادهم في سفال، وبدلاً من أن يقلدهم جماهير الناس، أدركوا كذبهم وزيفهم، وأنها مسلك نفاقي تخريبي تحريضي، لم ينتج عنه إلا عزة الدعاة، وازدياد تمسك الخلائق بهم (فغُلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) سورة الأعراف. 9- مزاحمة القدوات: لأنهم ليسوا محل اقتداء، ولا يعيشون في بساتين الثناء، ولا يجمعون حظوات الدعاة وامتيازاتهم، أو ظهورهم الإعلامي المنمق والمجمل، ومع ذلك فإن المطالعين يعدون الدعاة قدوات فاضلة، ومُثُل تُحتَذى، ويُصغى لتوجيهاتهم! 10- تغيير الوجهة الثقافية: وهو ناتج التشويه، ومحاولات التهوين والتخوين والتجهيل والتسفيه، الممارسة إعلامياً تجاه دعاتنا وفضلائنا، بحيث تقل الجموع المتطلعة، ويبيت الدين ثانوياً في حياة المتلقي، وتنتقل الوجهة والاستقبال جهة البرامج الإعلامية من رياضة وفن وتطبيل وتدجين ثقافي وفكري، ينتهي للسفه والخيبة والسطحية! وتبيت القيم الدينية هشةً في قلوب أهل الإسلام، ويتم تغريبهم أو علمَنتهم أو أمرَكتهم، وهو ما يحدث في بعض البلدان المنسلخة من قيمها الدينية والعربية الوطنية، ولكن تبقى لبلاد الحرمين رمزيتها الدينية والعلمية، وهي من خطوط الدفاع الصلبة، والله الموفق. ومضة: المصطفّون إعلامياً، تهريج بلا رصيد شعبي!
إعلانات الطرق كيندة حامد التركاوي يعتبر الإعلان من الوظائف الأساسية للاتصال في المجتمعات الحديثة، والإعلان هو الوسيلة الحديثة لترويج السلعة التي عرفت أشكالاً مختلفة منذ كانت التجارة والمقايضة. ويقوم الإعلان بتقديم خدمات على مستويات عدة: فهو يخدم المستهلك، ويخدم المعلن صاحب السلعة، ويخدم الوسيلة الإعلامية التي أعلن فيها، ويقدم خدمة لتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية الوطنية والعالمية. وفي ظل المجتمعات الاستهلاكية غير المصّنعة مثل الدول العربية ودول العالم الثالث، فإن الإعلان برغم فوائده الاقتصادية في تنشيط الحركة الاقتصادية، وفي تعريف المستهلك على أنواع من السلع التي يحتاجها، إلا أن له تأثيرات سلبية تتمثل في تشجيع الروح الاستهلاكية وتكوين عادات شرائية في مجتمعات تستهلك سلعاً تستوردها ولا تنتجها، مما يُثقل ميزانيات الأفراد وميزانية الدولة، وتقوم في الإنفاق على كماليات يمكن الاستغناء عنها، ويؤدي ذلك إلى عجز في ميزانية المدفوعات في تلك الدول ذات الطبيعة المستهلكة غير المنتجة [1]. هناك وكالات وشركات إعلان متخصصة، تقوم بتأجير مساحات الشوارع لوكالات الإعلان والشركات الأخرى، على حسب المدة والمساحة وتميز المكان وإمكانية المشاهدة الجماهيرية الواسعة له من اتجاهات وزوايا الطريق المختلفة وتكون لديها فرق متخصصة لمسح الشوارع والمناطق واختيار الأماكن المميزة، بعد ذلك تأتي مرحلة السعي للحصول على امتياز هذه المنطقة، لتأجيرها للشركات. وتهدف الحملات الإعلانية إلى: 1- التعريف بالمنتجات والخدمات الجديدة. 2- الحفاظ على ولاء المستهلك للمنتج أو السلعة. 3- التعريف العميق بالمنتج وتوضيح كيفية الاستفادة القصوى منه، وزيادة المبيعات هو الهدف النهائي. وأهداف كثيرة أخرى لا مجال لذكرها هنا. يمكن أن تلعب الإعلانات الطرقية دوراً تربوياً اقتصادياً هام في حياة النشء، فالدعاية والإعلان تشتركان في مجموعة من الأساليب الإقناعية (التكنيكات) التي بمقدورها أن تنفذ إلى المتلقين بحيث تسهم إسهاماً كبيراً في تحقيق التأثير المطلوب. ومن التكنيكات الإقناعية الأكثر شيوعاً المستخدمة في الدعاية والإعلان الأساليب التالية: استخدام الصور النمطية: هناك نزعة طبيعية لقولبة الناس في صورة معينة، ومع مرور الزمن تُكّون مثل هذه الصور انطباعاً ثابتاً، وغالباً ما يفتقر ذلك إلى خبرة واقعية. التكرار والتأكيد (الإصرار): هناك قناعة عند الدعائيين أن التكرار لعبارة ما بشكل كافٍ يجعل الجمهور يتقبلها مع مرور الوقت[2]. ليس هناك شك في أن الإعلان كنشاط اتصالي بات تأثيره كبيراً على حياة المجتمعات المعاصرة، فكما أنه يؤثر في ترويج السلع، إلا أنه يسهم عملياً في نشر قيم واتجاهات جديدة ويعمل على تغير العادات والأذواق لدى الناس، واليوم تتأثر بالإعلانات العادات الغذائية من حيث نوعية الغذاء وأسلوب تناوله، ويتربى أجيال جديدة وهي تتذوق الشطائر وأنواع الحلويات والمشروبات الغازية، ويتأثر بالزي بأنواع الموضات المختلفة التي يحتاجها العالم. إن الإعلان يسهم بفعلانية في توسيع دائرة الاستهلاك ويؤدي إلى خلق نمط من السلوك الاستهلاكي عند المجتمع [3]. فلماذا لا يأخذ الإعلام بشكل عام، والإعلانات الطرقية بشكل خاص البعد التربوي الايجابي من خلال تأثير الصورة المطبوعة بمقاييس كبيرة، وبصور متكررة، لعرض أساليب ترشيد الماء، والكهرباء، والحفاظ على النعمة، وعلى الأدوات المدرسية، والمرافق العامة، ووسائط النقل. وما نلاحظه في شكل وأداء الإعلام نراه ينصب على الترفيه الذي يصل في بعض المحطات وأجهزة الإذاعة إلى أكثر من 70 0/0، بينما أغلقت هذه الأجهزة بقية الوظائف، مما حدا بالتربويين أن يتهموا الإعلاميين بأنهم يدمرون ما يبنيه المربون. وإن الإعلان مهما تكن أخطاؤه، عمل مفتوح نسبياً، فرسائله تظهر في مساحات شاسعة في المجتمعات وعلينا استغلال هذا الإعلام ليكون إعلاماً هادفاً وهذه مهمة القائمين على الدعاية والإعلام [4]. ومهمة الإعلام متعددة الجوانب، فهو يعمل على تغير فكر الإنسان ثم تطوير سلوكه، وشمولية هذا القطاع تجعل له دوراً حضارياً في النهوض بالمجتمع بكل شرائحه وتوعيته وإقناعه بأن الحل الوحيد لاستمرار الحياة على هذا الكوكب بما يضمن الكرامة الإنسانية هو العمل الجدي، قصد ترشيد استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ على توازن البيئة [5]. يمكن الاستفادة من الإعلانات الطرقية، كجانب هام من جوانب العملية التربوية الاقتصادية، فالصورة الملونة أثر كبير في نفس الطفل، فالطفل بطبعه يهوى الصور، لذا يجب توظيفها لتكون عنصراً فعالاً في مجال التربية الاقتصادية، بعرض صور تبين إسراف الماء والكهرباء وخاطره على المجتمع، مع عبارات سهلة وبسيطة، أو بعرض صور ذات جانبين: كصورة طفل أمامه الكثير من الطعام ولا يعرف ما يأكل، ونصف الصورة الثاني طفل من أفريقية تُعدّ أضلاعه من الجوع، وتتشقق شفاهه من العطش، وهكذا...، فالصور ذات البعدين المتناقضين كثيرة جداً. وقد تم توضيح أهمية تكرار الصورة من الناحية الإعلامية على النفس البشرية، لذلك نرى على الطرقات العامة توالي الدعايات الإعلامية، بمسافة قصيرة، وعلى الوجهين، إي: في طريق الذهاب والإياب لطرقات السفر، والطرقات العامة، فلما لا تُستغل هذه الإعلانات بطريقة تربوية هادفة، بدل عرضها لصور نساء شبه عاريات، أو صور مأكولات غربية، بطريقة تسيل اللعب، وتثير الشهوة؟! [1] أبو أصبع، صالح خليل، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة، عمان، دار آرام للدراسات والنشر، 14هـ/ 1995م، 108. [2] المرجع نفسه، 103. [3] أبو أصبع، صالح خليل، الاتصال والإعلام في المجتمعات المعاصرة ، 229. [4] الملك، أحمد عبد، قضايا إعلامية، عمان، دار مجدلاوي، ط1، 1420هـ/ 1999م، 24. [5] المرجع السابق، 17.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire